• دعوات للحفاظ على المياه الجوفية ومنع الرعي والاحتطاب الجائرين

    04/09/2013


    في ورشة عمل متخصصة عن التصحر بغرفة الشرقية
    دعوات للحفاظ على المياه الجوفية ومنع الرعي والاحتطاب الجائرين
     
     
     
    أكدت ورشة عمل (التصحر .. اسبابه وآثاره) التي نظمتها غرفة الشرقية ممثلة بلجنة البيئة امس الاربعاء (4/9/2013) على أهمية الحفاظ على البيئة الزراعية والمائية في كافة مناطق المملكة، وما يقتضي ذلك من الحفاظ على التربة والمياه الجوفية ومقاومة الرياح الزاحفة، ومنع الاحتطاب والرعي الجائر.

    وقد ترأس الورشة نائب رئيس لجنة البيئة طلال الرشيد الذي تحدث في كلمة افتتاحية أكد فيها على اهمية الحفاظ على البيئة ومكافحة التصحر، موضحا بأن البيئة النظيفة هي التي تجذب الاستثمارات، وترفع وتيرة بعض الانشطة الاقتصادية كالسياحة على سبيل المثال.
    ودعا الرشيد الى تظافر الجهود للوصول على بيئة افضل، والحد من ظاهرة التصحر المرشحة لمزيد من النمو والتوسع.
    وتم خلال الورشة التي شارك فيها عدد من الخبراء والمتخصصين في البيئة عرض أربع أوراق عمل متخصصة، إذ قدم المهندس حسين بن محمد البصري (من منتزه الاحساء الوطني التابع لوزارة الزراعة) ورقة عمل بعنوان (مشروع حجز الرمال بالأحساء  أهدافه و نتائجه)، قال فيها أن المملكة تتعرض بصفة عامة وواحة الأحساء بصفة خاصة بخطر زحف الرمال الذي يهددها.. من هنا قامت وزارة الزراعة عام 1382هـ بإنشاء مشروع حجز الرمال الذي يقع شمال شرق واحة الأحساء بطول 20كلم وعرض يتراوح من 250-750 مترا.
    وقال إن خطر زحف الرمال أدى إلى تقليص الرقعة الزراعية بالأحساء إلى 8000 هكتار فقط . مؤكدا بأن ستمائة سنة كفيلة بالقضاء على الواحة ما لم يتم التصدي لهذه الظاهرة .
    اما المهندس فهد بن عبدالمحسن الحسيني من امانة المنطقة الشرقية فقد قدم ورقة عمل بعنوان (التصحر في المملكة العربية السعودية) حيث قدم تعريفا للتصحر بأنه :"ازدياد رقعة الصحراء على حساب الرقعة الزراعية ومناطق الغابات والمراعي، والتدهور الجزئي أو الكلي للطاقة البيولوجية للتربة في منطقه معينه مما يؤدي في   نهاية الأمر إلى ظهور الظروف الصحراوية في تلك المنطقة.
    واوصى بــتحديث الخطة الوطنية للتصحر وتنفيذها بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية ودعمها بالموارد المالية والبشرية المناسبة. والالتزام الوطني لمكافحة التصحر من خلال مشاركة جميع فئات المجتمع.. وإنشاء برامج لتعليم الأساليب الملائمة للزراعة والرعي في المناطق الصحراوية شديدة الجفاف.. وتنظيم حملات توعية للمجتمع العام، وإنشاء بنوك للبذور للمحافظة على الأصول الوراثية النباتية بالمملكة للاستفادة منها بعملية إعادة تأهيل المناطق المتصحرة.. ووضع حراسة مشددة على المحميات الطبيعية، وتقليل إعطاء التصاريح لدخول المحميات والابتعاد عن الواسطة، ووضع سقف معين لإعداد امتلاك المواشي والإبل في المملكة .
    وتحت عنوان (التصحر ـ الرعي ـ الاحتطاب) تحدث  مدير شعبة الغابات / فهد بن غازي الحربي قال بأن مشكلة التصحر تعد من أهم المشاكل العالمية التي يتعرض لها النظام البيئي لكرتنا الأرضية، إذ أن ثلث أراضي الكرة الأرضية التي تمدنا بعناصر الحياة والبقاء معرضة للتصحر حيث أن هنالك مساحة متدهورة تقدر بنحو (4) مليارات هكتار وبتسارع حوالي (50 ) مليار هكتار سنويا .. وتقدر الخسارة الناجمة عن هذا التدهور بنحو (42 ) مليار دولار أمريكي سنويا .. كما أن  قرابة ( 250 ) مليون نسمة من سكان الأرض متضررون من اثر الجفاف والتصحر، علاوة على ذلك هناك حوالي مليار نسمة في أكثر من 150 دولة معرضون لمخاطر التصحر .
    واشار إلى أن قرابة ( 90% ) من أراضي الوطن العربي والبالغة  14.3 مليون كم2 تقع تحت ظروف مناخية جافة وشبه جافة أو شديدة الجفاف، و تبلغ المساحات المتصحرة في الوطن العربي 9.76 مليون كم2 وهي تشكل حوالي  68  % من أجمالي مساحته، بينما تصل المساحات المهددة بالتصحر    2.87مليون كم2 وهي تشكل 20% من إجمالي مساحة الوطن العربي .
    وقال بأن مساهمة المراعي الطبيعية لم تعد تلبي أكثر من 20,3% من الاحتياجات الغذائية للحيوانات المستأنسة بالمملكة في الوقت الراهن ، وان النسبة المتبقية تغطيها الأعلاف المستوردة (53,6%) ومخلفات الزراعة (14,4%) والمحاصيل العلفية المروية (11,6%)
    وأكد بأن كلا من الرعي الجائر والاحتطاب يؤدي الى التصحر، فالرعي الجائر  يساهم في إزالة الغطاء النباتي، وتفكك التربة، وقلة الرطوبة، ويساعد على حدوث  الانجراف الريحي، والانجراف المائي.، بينما يؤدي الاحتطاب الى حدوث التعرية الهوائية والمائية وفقدان التربة وتدني خصوبتها، وينتج عنه زحف الرمال وتهديد المنشآت، ويزيد معدل حدوث الفيضانات والسيول الجارفة التي تتسبب  في خسائر بشرية واقتصادية فادحة، ويتسبب في انخفاض في كمية المياه التي تغذي الطبقات الحاملة للمياه الجوفية،
    ويرى الحربي ان كلا العاملين يؤدي إلى تدهور بيئة الإنسان ومصادر رزقـه، ويسبب ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مما يؤدي إلى التغير المناخي، ويزيد من حدة وتردد الجفاف ..
    اما الدكتور / عبد العزيز الشيباني (رئيس قسم علوم الارض - جامعة الملك فهد للبترول و المعادن) فقد تحدث عن (تأثير انخفاض منسوب المياه و تلوثها على التصحر) وقال ان مصادر المياه في المملكة هي (المياه السطحية، ومياه البحر المحلاة، ومياه الصرف المعالجة، والمياه الجوفية) موضحا بأن  المياه الجوفية تعتبر مصدرا رئيسيا لمياه الشرب في كثير من مناطق المملكة، وهي تمثل  80% من كل المياه المستخدمة لكل الاغراض في عدد من مناطق المملكة،
    وقال إن ندرة المياه (عدم التوازن بين المصادر المتاحة و الطلب على المياه) يسبب اثارا سلبية دائمة على التربة، كذلك الحال بالنسبة الى تلوث المياه الجوفية يؤدي الى تملح التربة و انحسار الغطاء النباتي (الطبيعي و الزراعي) وكلاهما يؤدي الى اتساع رقعة التصحر
    ويرى أن ن الحلول لمواجهة هذه المشكلة هي الحد من استنزاف المخزون المائي غير المتجدد وحماية المياه الجوفية من التلوث (التشريعات، والتوعية) واستخدام الطرق الحديثة في الري و الزراعة (لاستدامة الموارد الطبيعية)، والادارة المتكاملة (المستدامة) للموارد المائية و التربة، والاهتمام بزراعة المحاصيل ذات الاحتياجات المائية المنخفض .
     

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية